لقد فرضت الانتفاضة العراقية تراجعا كبيرا على القوى الاسلامية وميليشياتها وضربت هيبتها وجعلتها محل سخرية ونقد. اذ تتحسس هذه القوى الخطر على حكمها ونفوذها. لذا سوف لن تبخس بجهد من اجل اعادة هيبتها وتعزيز قبضتها على المجتمع.
نعلم جيدا ان الصخب الذي يثار في العراق في الايام الاخيرة حول قضية المثلية والمثليين الذي وصل الى حد اقتراف جرائم قتل ليس لها اي علاقة بالمحافظة على "اخلاق وقيم المجتمع". انه لمن البديهي ان هذا الصخب هو لاسباب سياسية.
فمن جهة تستخدم هذه الميليشيات المثليين كشريحة "ضعيفة" في المجتمع من اجل ارعاب المجتمع. وقد استخدمت من قبل ظاهرة مشابهة وهي قتل بائعات الجنس من قبل النظام البعثي والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني ايضا للغرض نفسه.
من جهة اخرى تستخدم قضية المثليين والعديد من القضايا الاخرى من اجل حرف الانظار عن المسائل الاساسية التي تواجه المجتمع في ظل سلطة القوى الاسلامية والقومية. وهذه هي سياسة تستخدمها الاحزاب البرجوازية في كل مكان، فمن اجل ابعاد الانظار عن قضايا اساسية مثل الفقر، وانعدام الامان والبطالة والجوع ونقص الخدمات، وعدم المساواة، يتم حرفها نحو قضايا ثانوية، وحتى قضايا مصطنعة، وابرازها كقضايا اساسية.
ويستخدم التعصب والتميز على اساس الميول الجنسية من اجل تقسيم المجتمع وشق صف الطبقة العاملة، اذ تفرض المثلية كهوية على شريحة معينة في المجتمع الى جانب هويات اخرى مثل اللغة والقومية والدين والجندر ألخ. حتى في الدول الغربية تتخذ البرجوازية من شرائح معينة مثل المثليين او العاطلين عن العمل او المهاجرين الخ ككبش فداء باعتبارهم سبب مشاكل المجتمع و"تقويض قيمه" وحرف الانظار عن النظام نفسه .