<qowt-section named-flow="FLOW-2" qowt-eid="E128" style="display: block; tab-size: 0.5in; position: relative; z-index: 2; column-count: 1;">
التي كان يتلقاها.
و يبين هذا الفيدو بان الطبيب قد خرق حق الخصوصية بشكل فاضح. فمن اجل الرد على "ادعاءات بعض الفضائيات" قد كشف على قناة تلفزيونية للعالم كله معلومات خصوصية جدا عن حالة المريض الصحية مثل رقوده في المستشفى ومعاناته من ضيق في التنفس ومعدل الاوكسجين في دمه وكوكتيل الادوية التي كان عليها والخ. في حالات معينة قد يشكل الكشف عن حالة المريض ضربة ليس لخصوصيته فحسب، بل لفرصة الحصول على وظيفة وضمان صحة والخ.
هذا ليس الفيديو الوحيد التي وجدته في هذا المجال والذي يشمئز منه الانسان، بل ان هذه الظاهرة اصبحت شائعة، فهناك الكثير من الفيديوهات التي تحط من كرامة المريض وتتجاوز على خصوصيته وعلى حقوقه الاخرى بشكل واضح، وهي تنشر على اليوتيوب دون موافقة المريض لكي تبقى هناك الى الابد ليطلع عليها كل من يريد.
التجاوز على حقوق المريض يحتاح الى بحوث مطولة، اذ ان العلاقة بين المريض والكادر الصحي خاصة الاطباء في بلد مثل العراق هي علاقة غير متكافئة. اذ يعامل المريض عادة بشكل فوقي وخالي من الاحترام، ويعتبر التجاوز على المريض لفظيا شيئا مقبولا. فكثيرا ما نسمع عن اطباء مشهورين ومتمكنين في اختصاصاتهم ولكن معروفين بخشونتهم وفظاظتهم تجاة المرضى. وتعتبر التجاوزات الجنسية على المريضات او مرافقات المرضى واستغلال المرضى ماديا الخ كلها امور شائعة الى حد مذهل. ترتقي الانتهاكات التي تمارس بحق المرضى في المستشفيات في العراق وخاصة التجاوزات الجنسية ضد النساء الى جرائم لايمكن لاي مجتمع انساني قبولها.
الانحطاط الذي كشف عنه هذا الفيديو يعكس التراجع الذي فرض على المجتمع العراقي في العقود الاخيرة نتيجة للحروب والحصار والاستبداد وما رافقها من نشر قيم واخلاق رجعية ومتخلفة ودخيلة على المجتمع الانساني. فالانهيار في مجال حقوق المريض هو جزء من الانهيار الشامل، الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحقوقي الذي فرض على المجتمع.
ان وضع حد للتطاول على حقوق المريض مرتبط بتغير كل الواقع المتخلف الذي فرض على المجتمع في كل المجالات و بتغير السلطة السياسية الطائفية –القومية الميليشائية. بدون كنس هذه السلطة المغرقة في الرجعية، لايمكن تحقيق حقوق المريض كجزء من حقوق الانسان.
</qowt-section>