سيناريو أسود على حد وصف منصور حكمت في بحثه المشهور (سيناريو أسود وسيناريو ابيض).
وإذا ما تذكرنا الحرب الطائفية التي نشبت في ٢٠٠٦ وصعود نجم داعش عام ٢٠١٤، فكل السيناريوهات أعدت من أجل قلب المعادلة السياسية لطرف من الأطراف المتصارعة. ففي الأولى كانت ضد أمريكا ومشروعها الشرق الأوسطي الكبير، أما الثانية فكان من اجل إعادة القوات الأمريكية من الشباك بعد انسحابها من الباب في العراق، والوقوف بوجه التمدد الإيراني في العراق بفضل الأشراف المباشر من قبل نوري المالكي وحزب الدعوة وحلفائه من القوى الإسلامية الأخرى.
ليست احتمالية نشوب فوضى أمنية بشكل سافر كما حدث في السيناريوين المذكورين هي مسألة حتمية ونهائية، ولكن من الاحتمالات الكبيرة القائمة حسب المعطيات التي تحدثنا عنها. وتعتمد على عدة عوامل واهمها ألا تظهر الجماهير المبالاة وعدم التدخل بالصراع السياسي القائم مثلما حدث في سيناريو الحرب الطائفية وسيناريو داعش.
أن على الجماهير التمسك بعامل عدم التوهم بصراع هذه الأجنحة والانجرار وراء الترهات التي ينثرها التيار القومي المحلي المعادي للجمهورية الإسلامية، وان تكون شديدة الوعي حول إشعال اي صراع طائفي، وتعد نفسها جيدا كما كانت في انتفاضة أكتوبر ولكن بشكل منظم وآفاق مستقلة واستخلاص الدروس من تجربتها.