<qowt-section named-flow="FLOW-2" qowt-eid="E46" style="display: block; tab-size: 0.5in; position: relative; z-index: 2; column-count: 1;">
لائحة من الأهداف وبالتالي كان يقوم بدور الساند إلى الاتجاه الثاني وإن كان لا يعي ذلك.
وكانت هذه المطالب الواقعية التي تهم مصالح الجماهير تصارع المطالب (الفوقية) لتيار البرجوازية الصغيرة، التي لا تهتم بتحقيق المصالح المطلبية للمنتفضين، لأنها ابتداء تريد بقاء النظام ولكن بشروط محددة، تمثلت بإقالة الحكومة وتعيين رئيس وزراء غير جدلي يمهد إلى انتخابات تشريعية جديدة. وهذا الاتجاه كان منظماً أكثر من الاتجاه الأول وقد مثله التيار الصدري وشقيقه وحليفه الحزب الشيوعي العراقي وكذلك الجماعة المدعومة من حيدر العبادي والحكيم، وأن لم يكن بين هذه المجموعات تنسيق إلا أن الأهداف هي التي تجمعها في النهاية كانت واحدة. وهؤلاء أيضاً من ضمن (الجماهير المنتفضة)
وعموما هؤلاء جميعهم إضافة إلى أطراف بعثية خفية ربما تواجدت ودعمت الانتفاضة كلهم يشكلون اتجاه (قومي محلي) لديه لائحة مطالب بعكس الاتجاه الأول وبالتالي تم احتواء مطالب الاتجاه الأول من أجل ركنها ودون الالتفاف إليها، وقد تغلبت أهداف التيار القومي المحلي ممثل بتلك الأحزاب. وتم إسقاط حكومة عادل عبد المهدي وجاء مصطفى الكاظمي فتنفس هذا الاتجاه المنتفض الصعداء، لذا فإنه لا يرى ضرورة قصوى لاستمرار الانتفاضة التي حققت من وجهة نظره أهدافها وهذا الاتجاه يتعجب ويسأل ماذا يريد الناس وقد تحققت أهداف الانتفاضة. ولكنه يقف محرجاَ أمام استمرار التظاهرات المطلبية للاتجاه الأول ويأتي واقع الإحراج من حقيقة النظر إلى أن أهداف الاتجاه الثاني المتمثلة بإسقاط عادل عبد المهدي ومجيء حكومة جديدة لم تغير من الواقع شيء. والسؤال هو كيف أنها لم تغير من الواقع شيء؟
يكمن الجوب لدى جماهير لها مطالب واقعية جماهير منتفضة ترى ذاتها في استمرار التظاهرات المطلبية بعد مجيء حكومة الكاظمي التي لم تحقق شيء للمحاضرين المجانيين، والأطباء المتخرجين، وخريجي العلوم السياسية، والحاصلين على الشهادات العليا، وموظفي العقود والأجر اليومي الذين استمروا في انتفاضتهم التي لم تحقق أهدافها، هذا السؤال المدوي يلقى بثقله على شرعية الأهداف ويؤكد أن الأهداف التي سعى إلى تحقيقها الطرف الثاني، هي أهداف فوقية حافظت على ذات النظام العاجز الذي لن يمضي إلى حل المطالب الضرورية لهؤلاء المنتفضين. لذا فليس كل من يتظاهر ترفع له القبعة ويحدد الشعارات ونقول له كل السلطة لك، قبل أن نرى جوهر مطالبه وبنيته الطبقية وتحت أي قطب يعمل وأي اتجاه يمثل.
ونحن نرى أنه لا يمكن لنظام يخضع لشروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن يضع الحلول أو يجيب على متطلبات الجماهير التي فرزت نفسها عن أولئك الذين يبحثون عن انتخابات مبكرة، نعم إن انتفاضة أكتوبر جمعت الكل وبأهداف شتى ولكن المصالح فرقتهم، فقد حقق الاتجاه الثاني كل أمنياته
</qowt-section>