ادنى، او كسالى لايحبون العمل او يحبون التخلف، بدلا من البحث في الظروف الموضوعية التي تؤدي بهم الى العيش في ظروف اسوأ .
ويتم التغاضي عن حقيقة ان الحفاظ على مدى هائل من التفاوت في الثروة، والبطالة وغياب برامج الرعاية الاجتماعية وضعف التعليم تؤدي الى نمو الامراض الاجتماعية مثل معدلات عالية من الجريمة والمخدرات والانتحار، وتتطلب قوة بوليسية ضخمة وعنيفة، ويتم التركيز على العنف المتبادل بين الشرطة و السود او المهاجرين.
النضال ضد العنصرية
أن الرأسمالية نظام مثل بقية الانظمة الطبقية يقوم على استغلال الاغلبية من قبل اقلية وعلى عدم المساواة الصارخة، لذا يحتاج الى تقسيم صفوف الأغلبية على اسس مختلفة مثل لون البشرة والجنس ومكان الولادة واللغة. العنصرية هي احدى اسس تقسيم الاغلبية اي الطبقة العاملة . توظف العنصرية كوسيلة تجعل من العمال الذين لديهم مصالح مشتركة اعداء بسبب أفكار ذاتية ، قومية وعنصرية .
العنصرية هي ليست صفة من صفات الطبيعة البشرية، وليست فكرة نشات من العدم منفصلة عن اسسها المادية، اي ان العنصرية كايديولوجية لا تسبق الظروف المادية والاجتماعية، بل هي انعكاس لها، وبدورها، تساهم في صياغة الظروف المادية للانسان والمجتمع. ان الاضطهاد العنصري للمهاجرين والسود هو تعبير للاضطهاد الاقتصادي ويعزز الاضطهاد العنصري من الاستغلال الاقتصادي وبالعكس.
ولدت العنصرة من العلاقات المادية التي شكلتها الرأسمالية والاستغلال الاقتصادي الذي يحدث في ظل هذا النظام. فالبنية المادية والاقتصادية للمجتمع هي التي تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأفكار والأيديولوجيات لتبرير وشرح والمساعدة في إدامة هذا النظام. العنصرية هي واحدة من تلك الأيديولوجيات. استخدمت العنصرية في ظل النظام الراسمالي لتبرير حقائق اقتصادية مثل حاجة المستعمرات الى العمال، وبالتالي، الى تجارة العبيد لتلبية هذ الحاجة وتبرير ازمة الرأسمالية في المانيا من خلال تحويل اليهود والزنوج الخ الى كبش الفداء.
من جهة اخرى، نوكد ان نظام اقتصادي يستند الى الاستغلال لابد ان يستخدم ايديولوجيات لتفسر هذا الاستغلال، بما فيها العنصرية. ولذلك لم نجد راسمالية غير عنصرية لحد الان، و لايمكن انهاء العنصرية بشكل نهائي مع الابقاء على ألرأسمالية. انهاء العنصرية يحتاج الى انهاء عدم المساواة الذي يستحيل تحت النظام الرأسمالي. يجب ان نتذكر بان العنصرية هي ليست ظاهرة مقتصرة على المجتمعات الغربية، بل هي ظاهرة موجوة في كل المجتمعات الرأسمالية بما فيها المجتمع العراقي.
ان النضال ضد العنصرية هو نضال ضد الظروف المادية التي تعيد انتاجها والنضال من اجل المساواة، اكثر ما هو نضال على مستوى الافكار .هذا يعني ان النضال ضد العنصرية في وقتنا الحاضر هو نضال ضد الراسمالية وهو جزء من نضال الطبقة