الاجتماعي" وغيرها. ان "عقوبة الاعدام" لا تتعلق قط بمجازاة البشر على اعمالهم. انها تتعلق بسعي الهيئات الحاكمة لإخضاع الناس، اخافتهم، بث الرعب في افئدتهم كي تخضعهم!
في عالمنا هذه الموغل بالوحشية، ليس بالضرورة ان ينال المرء عقاباً جزاء ارتكابه فعلاً ما. على العكس من ذلك، كل زاويا من زوايا عالمنا المعاصر تشهد على خلاف ذلك. فأي جرم ارتكبه اكثر من مليون ونصف المليون انسان عراقي حتى يبادوا بهذه الطريقة (الحصار الاقتصادي)؟! ما الجرم الذي ارتكبه محمد الدرة؟! ما الجرم الذي ارتكبته الملايين في راوندا؟! ما الجرم الذي ارتكبه الفلسطينيون لكي يقتلوا بهذه الطريقة البشعة ويعاقبوا بتدمير بيوتهم وسحقها؟! ما الجرم الذي ارتكبه الاطفال كي يقتلوا مثل الكلاب السائبة في شوارع روديجانيرو؟! وغيرها. في عالمنا هذا، حتى الجنين في بطن امه يدفع ثمن وضع غير مسؤول عنه جراء كون والديه يعملون ام لا، سود ام بيض، كرد ام المان، يدفع ثمن ان امه لا تتمتع بتغذية ورعاية طبية حسنة جراء فقرها، يدفع الاطفال ثمن ولادتهم في البصرة وسائر مناطق العراق الملوثة بالمواد الحربية المشعة سرطاناً وشللاً وعوقاً وتخلف عقلي!! ترجم النساء بالحجارة في البلدان المبتلاة بالإسلام السياسي لا لذنب ارتكبنه سواء ان مكان ولادتهن لم يكن فرنسا والمانيا مثلاً!!
يتحفوننا بالقول "ان اعدام القاتل مثلاً ضرورة لكي يكون عبرة للآخرين"!! اليس ثمة سبيل اخر اكثر انسانية افضل من هذا لتعليم البشرية فداحة عمله ( بالطبع، اذا اتفقنا على كون الامر الفلاني جرماً. لان من المعلوم ان ما هو جرم عند دولة ما لا يكون بالضرورة جرما عند اخرين) ؟! لا يمكن ان يكون سلب حياة انسان سبيل مبرر مهما كان. اذ تبين حقائق الحياة على كذب هذا الادعاء. على العكس من ذلك، تبين الحقائق ان نسبة الجريمة (بالنسبة لعدد السكان) في البلدان التي تطبق فيها "عقوبة" الاعدام هي اعلى من تلك التي لا تطبقها. ففي امريكا التي لازالت تطبق "عقوبة" الاعدام هي اعلى من مثيلتها في البلدان الاسكندنافية او بريطانيا. ليس ثمة سبيل لصيانة حياة الاخرين انجع من اشاعة احترام الانسان وحقوقه وحياته على جميع الاصعدة. في مجتمع يهان الانسان فيه يومياً الف مرة، تسحق كرامته،